فصل: آثار الخمر الخطيرة على النسل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تأثيرات الخمر السمية:

ترى هل يدري شارب الخمر أنه يشرب سمًا زعافًا؟
وقبل الشرب، يمكن لصانع الخمر أن يستنشق أبخرته مما يؤدي إلى إصابته بالتهاب القصبات والرئة وإلى إصابة بطانة الأنف مما يؤدي إلى ضعف حاسة الشم، وهنا يتضح معنى قوله تعالى: {فاجتنبوه} فهي تعني النهي عن الاقتراب منه مطلقًا وهي أعم من النهي عن شربه.
ويختلف تأثير الخمر السمي كلما تغير مستواه في الدم فعندما يبلغ مستواه من 20- 99ملغ % يسبب تغير المزاج وإلى عدم توازن العضلات واضطراب الحس، وفي مستوى من 100- 299 ملغ % يظهر الغثيان وازدواج الرؤية واضطراب شديد في التوازن. وفي مستوى من 300- 399 ملغ % تهبط حرارة البدن ويضطرب الكلام ويفقد الذاكرة. وفي مستوى 400- 700 ملغ % يدخل الشاب في سبات عميق يصحبه قصور في التنفس وقد ينتهي بالموت. ورغم أن كل أعضاء الجسم تتأثر من الخمر فإن الجملة العصبية هي أكثرها تأثرًا حيث يثبط المناطق الدماغية التي تقوم بالأعمال الأكثر تعقيدًا ويفقد قشر الدماغ قدرته على تحليل الأمور، كما يؤثر على مراكز التنفس الدماغية حيث أن الإكثار منه يمكن أن يثبط التنفس تمامًا إلى الموت.
وهكذا يؤكد كتاب alcoholism أن الغول بعد أن يمتص من الأمعاء ليصل الدم يمكن أن يعبر الحاجز الدماغي ويدخل إلى الجنين عبر المشيمة، وأن يصل إلى كافة الأنسجة. لكنه يتوضع بشكل خاص في الأنسجة الشحمية. وكلما كانت الأعضاء أكثر تعقيدًا وتخصصًا في وظائفها كانت أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية. فلا عجب حين نرى أن الدماغ والكبد والغدد الصم من أوائل الأعضاء تأثرًا بالخمر حيث يحدث الغول فيها اضطرابات خطيرة.

.تأثيرات الخمر على جهاز الهضم:

في الفم يؤدي مرور الخمر فيه إلى التهاب وتشقق اللسان كما يضطرب الذوق نتيجة ضمور الحليمات الذوقية، ويجف اللسان وقد يظهر سيلان لعابي مقرف. ومع الإدمان تشكل طلاوة بيضاء على اللسان تعتبر مرحلة سابقة لتطور سرطان اللسان وتؤكد مجلة medicin أن الإدمان كثيرًا ما يترافق مع التهاب الغدد النكفية.
والخمر يوسع الأوعية الدموية الوريدية للغشاء المخاطي للمري مما يؤهب لتقرحه ولحدوث نزوف خطيرة تؤدي لآن يقيء المدمن دمًا غزيرًا. كما تبين أن 90% من المصابين بسرطان المريء هم مدمنوا خمر.
وفي المعدة يحتقن الغشاء المخاطي فيها ويزيد افراز حمض كلور الماء والببسين مما يؤهب لإصابتها بتقرحات ثم النزوف وعند المدمن تصاب المعدة بالتهاب ضموري مزمن يؤهب لإصابة صاحبها بسرطان المعدة الذي يندر جدًا أن يصيب شخصًا لا يشرب الخمر.
وتضطرب الحركة الحيوية للأمعاء عند شاربي الخمر المتعدين وتحدث التهابات معوية مزمنة واسهالات متكررة عند المدمنين، وتتولد عندهم غازات كريهة ويحدث عسر في الامتصاص المعوي.

.الكبد ضحية هامة للخمر:

للكبد وظائف هامة تقدمها للعضوية، فهي المخزن التمويني لكافة المواد الغذائية وهب تعدل السموم وتنتج الصفراء.
والغول سم شديد للخلية الكبدية وتنشغل الكبد من أجل التخلص من الغول عن وظائفه الحيوية ويحصل فيها تطورات خطيرة نتيجة الإدمان. ففي فرنسا وحدها يموت سنويًا أكثر من 22 ألف شخص بسبب تشمع الكبد الغولي وفي ألمانيا يموت حوالي 16 ألف. كما أن الغول يحترق ضمن الكبد ليطلق كل 1غ منه 7 حريرات تؤدي بالمدمن إلى عزوفه عن الطعام دون أن تعطيه هي أي فائدة مما يعرضه لنقص الوارد الغذائي.
1- تشحم الكبد حيث يتشبع الكبد بالشحوم أثناء حرق الغول وتتضخم الكبد وتصبح مؤلمة.
2- التهاب الكبد الغولي: آفة عارضة تتلو سهرة أكثر فيها الشارب من تناول الخمر وتتجلى بالآم بطنية وقيء وحمى وإعياء وضخامة في الكبد.
3- تشمع الكبد liver cirrhosis: حيث يحدث تخرب واسع في خلايا الكبد وتتليف أنسجته ويصغر حجمه ويقسو ويصبح عاجزًا عن القيام بوظائفه.
ويشكو المصاب من ألم في منطقة الكبد ونقص في الشهية وتراجع في الوزن مع غثيان وإقياء ثم يصاب بالجبن أو باليرقان وقد يختلط بالتهاب الدماغ الغولي ويصاب بالسبات أو النزف في المريء، وكلاهما يمكن أن يكون مميتًا.

.تأثيرات الخمر على القلب:

يصاب مدمن الخمر بعدد من الاضطابات الخطيرة والمميتة التي تصيب القلب منها:
1- اعتلال العضلة القلبية الغولي: حيث يسترخي القلب ويصاب الإنسان بضيق في النفس وإعياء عام ويضطرب نظم القلب وتضخم الكبد مع انتفاخ في القدمين، والمريض ينتهي بالموت إذا لم يرتدع الشارب عن الخمر.
2- قد يزيد الضغط الدموي نتيجة الإدمان.
3- داء الشرايين الإكليلية: الغول يؤدي إلى تصلب وتضيق في شرايين القلب تتظاهر بذبحة صدرية.
4- اضطراب نظم القلب.

.تأثيرات الخمر على الجهاز العصبي:

تعتبر الخلايا العصبية أكثر عرضة لتأثيرات الغول السمية. وللغول تأثيرات فورية على الدماغ بعضها عابر، وبعضها غير قابل للتراجع. حيث يؤكد د. براتر وزملاؤه أن تناول كأس واحد أو كأسين من الخمر قد تسبب تموتًا في بعض خلايا الدماغ.
وهنا نفهم الإعجاز النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم: «ما أسكر كثيره فقليه حرام».
والسحايا قد تصاب عند المدمن عندها يشكو المصاب من الصداع والتهيج العصبي وقد تنتهي بالغيبوبة الكاملة. كما أن الأعصاب كلها معرضة للإصابة بما يسمى باعتلال الأعصاب الغولي العديد أو المفرد. أما الأذيات الدماغية فيمكن أن تتجلى بداء الصرع المتأخر الذي يتظاهر عند بعض المدمنين بنوبات من الإغماء والتشنج والتقلص الشديد.

.تأثيرات الخمر على الوظيفة الجنسية:

تروي كتب الأدب قصة أعرابية أسكرها قوم في الجاهلية فملا أنكرت نفسها قالت: أيشرب هذا نساؤكم، قالوا: نعم قالت: لئن صدقتم لا يدري أحدكم من أبوه. وقد الأطباء أن الخمر تزيد من شبق الأنثى فيضطرب سلوكها الجنسي حتى أنه لا يستغرب أن تمارس المرأة أول عمل جنسي لها تحت تأثير الخمر وقد أكد البروفسور فورل أن معظم حالات الحمل السفاحي حدثت أثناء الثمل. كما تضطرب الدورة الطمثية لدى المرأة المدمنة وتصل إلى سن اليأس قبل غيرها بعشرة سنوات وتتاذى الخلايا المنتشة مؤدية إلى ضرر في المبيضين.
أما الرجل، فعلى الرغم من ازدياد الرغبة الجنسية في المراحل الأولى من الشرب لكن القدرة على الجماع تتناقص عند المدمن حتى العنانة الكاملة.
والغول يوذي الخلايا المنتشة ويتلفها مؤديًا إلى ضمور في الخصيتين، وقبل هذا يمكن ظهور نطاف مشوهة يمكن أن تؤدي إلى أجنة مشوهة.

.الخمر ينتهك الخط الدفاعي للبدن:

تضعف مقاومة البدن للأمراض الانتانية لدى المدمن وتنقص لديه لاسيما للإصابة بذات الرئة وغيرها.
وقد كان يفسر سابقًا بسوء التغذية لكن أبحاث كورنيل الأمريكية أثبتت أن ضعف المقاومة لدى المدمنين ناتج عن تدخل مباشر في عملية المناعة.

.آثار الخمر الخطيرة على النسل:

يقول د. أحمد شوكت الشطي: إن زواج الغوليين قضية خطيرة لأن الزوج المولع بالشرب زوج غير صالح، ويرث نسله منه بنية مرضية خاصة تعرف بالتراث الغولي، ويقصد به ما يحله نسل المخمورين من ضعف جسدي ونفساني وقد ثبت أن الأم الحامل تنقل الغول عبر مشيمتها إلى الجنين فتبليه وأنه ينساب بالرضاعة إلى الوليد.
المراجع:
روائع الطب الإسلامي د. محمد نزار الدقر.
نظرات في المسكرات د. أحمد شوكت شطي.

.أضرار المشروبات الكحولية:

.أ- أثر الكحول في العمر:

ذكر أحد علماء الغرب المشهورين أنه لو كان عدد الوفيات بين الشباب المدمنين البالغة أعمارهم بين 21- 23 سنة يصل إلى 51 شابًّا، فإنّ عدد الوفيات من غير المدمنين في تلك الأعمار لا يبلغ 10 أشخاص.
وقال عالم مشهور آخر: الشباب في سنّ العشرين الذين يتوقّع أن تطول أعمارهم إلى خمسين عامًا، لا يعمّرون بسبب معاقرة الخمرة أكثر من خمسة وثلاثين عامًا.
التجارب التي أجرتها شركات التأمين على الحياة أثبتت أنّ أعمار المدمنين على الكحول أقلّ من أعمار غيرهم بنسبة 25- 30 بالمائة.
وتذكر إحصائيات أُخرى أنّ معدّل أعمار المدمنين على الكحول يبلغ حوالي 35- 50 سنة، بينما معدّل العمر الإعتيادي مع رعاية القواعد الصحية يبلغ ستين عامًا فصاعدًا.

.ب- أثر الكحول على النسل:

35 بالمائة من عوارض الإدمان الحادّة تنتقل إلى الوليد إذا كان أبوه- حين انعقاد النطفة- سكرانًا، وإن كان الوالدان سكرانين فترتفع نسبة هذه العوارض إلى مائة في المائة. وهذه إحصائيات تبيّن آثار الإدمان على الجنين:
الأطفال الذين ولدوا قبل موعد ولادتهم الطبيعي: من أبوين مدمنين 45 بالمائة. ومن أُمّ مدمنة 31 بالمائة. ومن أب مدمن 17 بالمائة.
الأطفال الذين ولدوا وهم لا يحملون مقوّمات استمرار الحياة: من أب مدمن 6 بالمائة، ومن أمّ مدمنة 45 بالمائة.
الأطفال الذين لا يتمتّعون بطول طبيعي: من والدين مدمنين 75 بالمائة، ومن أمّ مدمنة 45 بالمائة.
وأخيرًا الأطفال الذين يفتقدون القوّة العقلية والروحية الكافية: من أُمّهات مدمنات 75 بالمائة، ومن آباء مدنين 75 بالمائة أيضًا.

.ج- أثر الكحول في الأخلاق:

العاطفة العائلية في الشخص المدمن تضعف، ويقلّ انشداده بزوجته وأبنائه، حتّى يحدث أن يقدم المدمن على قتل أبنائه بيده.

.د- أضرار الكحول الاجتماعية:

حسب الإحصائيّة التي نشرها معهد الطب القانوني في مدينة نيون عام 1961، كانت الجرائم الاجتماعية للمدمنين على النحو التالي:
القتلة: 50 بالمائة، المعتدون بالضرب والجرح بين المدمنين: 8،77 بالمائة، السرقات بين المدمنين: 5،88 بالمائة، الجرائم الجنسية المرتبطة بالمدمنين: 8،88 بالمائة. هذه الإحصائيات تشير إلى أنّ الأكثرية الساحقة من الجرائم ترتكب في حالة السكر.